إدارة الشئون الفنية
محبة النبي صلى الله عليه وسلم

محبة النبي صلى الله عليه وسلم

15 أكتوبر 2021

 خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 9 من ربيع الأول 1443هـ - الموافق 15 / 10 /2021م

مَحَبَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا. )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ [الحديد: 28].

أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:

لَقَدِ اصْطَفَى اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِرِسَالَتِهِ، وَأَرْسَلَهُ لِلْعَالَمِينَ إِنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ، مُؤْمِنِهِمْ وَكَافِرِهِمْ بِرَحْمَتِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [[الأنبياء: ١٠٧]. وَأَوْجَبَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الخَلْقِ طَاعَتَهُ، وَقَدَّمَ عَلَى مَحَبَّةِ جَمِيعِ الخَلْقِ مَحَبَّتَهُ، وَجَعَلَهَا عَلَامَةً عَلَى صِدْقِ الإِيمَانِ، وَقَائِدًا إِلَى دُخُولِ الجِنَانِ وَبُلُوغِ الرِّضْوَانِ؛ فَعَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

 وَبِالمَحَبَّةِ يَتَمَيَّزُ الوَلِيُّ الصَّادِقُ مِنَ الدَّعِيِّ الكَاذِبِ، فَمَنْ أَحَبَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صِدْقًا؛ تَجَلَّتْ فِيهِ طَاعَتُهُ وَاتِّبَاعُهُ حَقًّا، وَبِدُونِ ذَلِكَ تَكُونُ مَحَبَّتُهُ دَعْوَى كَاذِبَةً: (وَالدَّعَاوَى إِنْ لَمْ تُقَمْ عَلَيْهَا بَيِّنَاتٌ فَأَصْحَابُهَا أَدْعِيَاءُ).وَلَمَّا كَانَتِ الدَّعَاوَى لَا تُغْنِي شَيْئًا مَا لَمْ يُقِمْ أَصْحَابُهَا أَدِلَّةً سَاطِعَةً وَبَرَاهِينَ قَاطِعَةً؛ كَانَ لِمَحَبَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يَدُلُّ عَلَيْهَا مِنَ الآثَارِ وَالمَظَاهِرِ مِنَ القَوْلِ وَالعَمَلِ، الَّتِي هِيَ بُرْهَانُ مَحَبَّتِهِ، وَعُنْوَانُ صِدْقِهِ وَمُتَابَعَتِهِ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَجْلَى مَظَاهِرِ مَحَبَّتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: حُسْنَ اتِّبَاعِهِ، وَتَقْدِيمَ طَاعَتِهِ عَلَى سَائِرِ الأَنَامِ؛ )  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [[ آل عمران : 31 ]، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: (هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ حَاكِمَةٌ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ، وَلَيْسَ هُوَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، فَإِنَّهُ كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، حَتَّى يَتَّبِعَ الشَّرْعَ الْمُحَمَّدِيَّ، وَالدِّينَ النَّبَوِيَّ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ») [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا].

إِخْوَةَ الإِيمَانِ:

وَمِنْ مَظَاهِرِ مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَعْظِيمُهُ وَتَوْقِيرُهُ، وَالأَدَبُ مَعَهُ بِالقَوْلِ وَالعَمَلِ، وَتَعْظِيمُهُ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ بِالقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالجَوَارِحِ، فَالتَّعْظِيمُ بِالقَلْبِ: يَسْتَلْزِمُ اعْتِقَادَ كَوْنِهِ رَسُولًا اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ، وَفَضَّلَهُ عَلَى جَمِيعِ خَلِيقَتِهِ، وَيَسْتَلْزِمُ تَقْدِيمَ مَحَبَّتِهِ عَلَى النَّفْسِ وَالوَالِدِ وَالوَلَدِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. أَمَّا التَّعْظِيمُ بِاللِّسَانِ: فَيكُونُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، بِلَا إِفْرَاطٍ وَلَا تَفْرِيطٍ؛ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ].

 وَأَمَّا التَّعْظِيمُ بِالجَوارِحِ: فَيَكُونُ بِالعَمَلِ بِطَاعَتِهِ، وَبِحُسْنِ مُتَابَعَتِهِ، وَالسَّعْيِ لِإِظْهَارِ مِلَّتِهِ، وَنُصْرَةِ شَرِيعَتِهِ، وَتَصْدِيقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ، وَطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ، وَاجْتِنَابِ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ، وَعِبَادَةِ اللهِ بِمَا شَرَعَ، بَعِيدًا عَنْ إِفْرَاطِ الغَالِينَ، وَتَفْرِيطِ الجَافِينَ، وَعَنِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ. وَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ عَلَى الأُمَّةِ تَعْظِيمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَوْقِيرَهُ، فَقَالَ تَعَالَى:  )  لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [ [الفتح:٩]، قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «التَّعْزِيرُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِنَصْرِهِ وَتَأْيِيدِهِ وَمَنْعِهِ مِنْ كُلِّ مَا يُؤْذِيهِ. وَالتَّوْقِيرُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا فِيهِ سَكِينَةٌ وَطُمَأْنِينَةٌ مِنَ الإِجْلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَأَنْ يُعَامَلَ مِنَ التَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ وَالتَّعْظِيمِ بِمَا يَصُونُهُ عَنْ كُلِّ مَا يُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ الوَقَارِ». ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ  [ [الحجرات: 2].

وَمِنْ مَظَاهِرِ مَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم -يَا عِبَادَ اللهِ-: كَثْرَةُ تَذَكُّرِهِ، وَتَمَنِّي رُؤْيَتِهِ، وَالشَّوْقُ إِلَى لِقَائِهِ، مِمَّنْ آمَنُوا بِهِ وَلَمْ يَرَوْهُ، وَصَدَّقُوهُ بِرِسَالَتِهِ وَلَمْ يَلْقَوْهُ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَتَمَنَّى لَوْ رَآهُ بِبَذْلِ أَهْلِهِ وَمَالِهِ فِي مُقَابَلَةِ رُؤْيَتِهِ لَهُ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا: نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ.

عِبَادَ اللهِ:

وَمِنْ مَظَاهِرِ مَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم: مَحَبَّةُ آلِ بَيْتِهِ وَقَرَابَتِهِ المُؤْمِنِينَ، وَأَزْوَاجِهِ وَصَحَابَتِهِ المُكَرَّمِينَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمْ وَقَدْرِهِمْ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِمْ بِمَا هُمْ أَهْلُهُ، وَالِانْتِصَارُ لَهُمْ مِمَّنْ يُؤْذِيهِمْ وَبِغَيْرِ الخَيْرِ يُطْرِيهِمْ؛  فَإِنَّ لَهُمْ مَنْزِلَةَ الصُّحْبَةِ الَّتِي لَا تُعَادِلُهَا مَنْزِلَةٌ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [ [التوبة:100].

وَمِنْ مَظَاهِرِ مَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا: مَحَبَّةُ سُنَّتِهِ وَالمُتَّبِعِينَ لَهَا بِإِحْسَانٍ، وَالدَّاعِينَ إِلَيْهَا بِصِدْقٍ وَبُرْهَانٍ: مِنَ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ، وَالدُّعَاةِ المُخْلِصِينَ، وَالعُبَّادِ الصَّادِقِينَ، الَّذِينَ حَمَلُوا الشَّرِيعَةَ، وَعَمِلُوا بِهَا، وَذَبُّوا عَنْهَا بِالسِّنَانِ وَالبَرَاهِينِ المَنِيعَةِ؛ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ»[أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ]. وَمَحَبَّتُهُمْ تَكُونُ بِإِحْسَانِ الظَّنِّ بِهِمْ وَإِنْصَافِهِمْ وَالتَّأَدُّبِ مَعَهُمْ، وَالِاعْتِرَافِ لَهُمْ بِسَابِقِ الفَضْلِ وَالمَنْزِلَةِ، وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ لَهُمْ، وَالتَّرَحُّمِ عَلَيْهِمْ، وَسُؤَالِ المَغْفِرَةِ لَهُمْ؛ قَالَ تَعالَى: )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ([الحشر:10].

مَعَاشِرَ المُؤْمِنِينَ:

وَمَنْ أَحَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم المَحَبَّةَ الشَّرْعِيَّةَ، وَصَدَّقَهُ فِيمَا أَخْبَرَ، وَأَطَاعَهُ فِيمَا أَمَرَ، وَاجْتَنَبَ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ، وَتَجَنَّبَ سُلُوكَ الطُّرُقِ البِدْعِيَّةِ: سَعَدَ فِي الدُّنْيَا وَنَالَ المُرَادَ، وَحُشِرَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَكَانَ مَعَهُ يَوْمَ الْمَعَادِ؛ فَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا». قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ. [أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الِاحْتِرَازِيَّةِ.

اللَّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا  لِمَحَبَّتِهِ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَكْرِمْنَا بِشَفَاعَتِهِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني